من بين الرسائل التي تصلني عبر البريد الالكتروني أخترت هذه الرسالة، وهي عبارة عن قصة قصيرة تتحدث عن رجل شجاع ترك زوجته وأولاده قاصدا أرض معركة تدور رحاها على أطراف البلاد للدفاع عن وطنه وشعبه،،، وما أن وضعت الحرب أوزارها وتحقق لهم النصر همّ بالعودة إلى أهله، لكن احد رفاقه المقربين أخبره بأن زوجته قد مرضت بداء الجدري فتشوه وجهها جرّاء المرض. صعق الرجل من سماع الخبر وأصابه حزن عميق، وفي صباح اليوم التالي شاهده الرفاق مغمض العينين والدموع تسقط منهما بغزارة، تبين لهم وهم في طريق العودة أن صديقهم قد فقد بصره كظما عليها، فقاموا بايصاله إلى داره, وفيه عاش بقية حياته بشكلٍ طبيعي مع زوجته وأولاده، وبعد مضي عشرة أعوام توفيت الزوجة.. وتفاجأ المحيطون به أنه عاد مبصراً وكأن شيئا لم يكن، أدركوا حينها أنه طيلة تلك الفترة كان مغمضا عينيه كي لا يجرح مشاعر زوجته بوجهها المشوه عند رؤيته لها. ربما تكون هذه القصة من النوادر أو من نسج خيال قاص, لكن قد نجد فيها بعض العبر والعظات،،، ونتساءل هل بإمكاننا أن نغمض أعيننا قليلا ولو لدقائق عن عيوب الآخرين وأخطائهم كي لا نحرجهم ونجرح مشاعرهم؟ وهل نطلب من الآخرين أن يغمضوا أعينهم عن عيوبنا لكي تبقى صورتنا ثابتة وجميلة في أعينهم وأذهانهم.. دون أن نتعلم هذه المهارة؟ أم أن هذا النوع من الإغماض لا يقدر عليه إلا شخص يتحلى بصفات إنسانية نادرة؟ وهل هذا النوع من الإغماض أصبح اليوم مطلبا ملحا وضرورة في حياة رتمها السريع يجعل الأخطاء تقع مع كل واردة وشاردة؟
علاقاتنا الزوجية تتطلب منا أن نتقن مهارة الإغماض في ظل تزايد حالات الطلاق في مجتمعنا، تربيتنا لأولادنا تحتاج إلى إغماضة في كثير من الأحيان في ظل تنامي ظاهرة العنف الأسري وإيذاء الأطفال، صداقاتنا.. زمالاتنا في العمل.. علاقاتنا الإنسانية في كل مكان تحتاج إلى اغماضات.
علاقاتنا الزوجية تتطلب منا أن نتقن مهارة الإغماض في ظل تزايد حالات الطلاق في مجتمعنا، تربيتنا لأولادنا تحتاج إلى إغماضة في كثير من الأحيان في ظل تنامي ظاهرة العنف الأسري وإيذاء الأطفال، صداقاتنا.. زمالاتنا في العمل.. علاقاتنا الإنسانية في كل مكان تحتاج إلى اغماضات.